الوكيل ناصر بن محمد القميشي

ناصر القميشي .. رجل المهمات الصعبة

عدن الحدث
من وسط ظروف الحياة الصعبة لبيئة ريفية موغلة في البداوة ، ولد وكيل محافظة شبوة ناصر محمد ناصر سعيد القميشي في منطقة خبر لقموش بمديرية حبان في العام 1976م . في جلسة ( صحيفة ميفعة ) معه ، يتذكر سنوات النشاة القاسية ، بيد انها لم تمنعه ظروف الطبيعة والبيئة الاجتماعية التي ولد فيها ، من ان يواصل تعليمه الابتدائي فيها ، ثم مواصلة تعليمه الثانوي في ثانوية الشبلي بحبان وتخرجه منها عام 1997م ، وكان اكماله للتعليم في ظروف قاسية كهذه ، نجاح بحد ذاته يسجل له . لاحقا عمل معلما في مدرسة الخبر الابتدائية ، ثم انتقل الى قرية العرم ليعمل وكيلا لمدرستها ، وتعاقد للعمل مع محكمة حبان الابتدائية . مديرا عاما بعد عشر سنوات من العمل في التعليم والقضاء ، آن لرجل كناصر القميشي ان يتبوا منصبا قياديا واداريا ، فهو صاحب تاثير مجتمعي جيد ، ومصلح اجتماعي ، وشخصية اعتبارية لها وزنها في المجتمع المحلي . غير مستغرب ان يعين القميشي مديرا عاما ، فكل الصفات التي ذكرناها آنفا ، تؤهل الرجل لقيادة ادارية تتماشى مع ما يحمله من قيم وكفاءة ادارية وقيادية بامتياز ، وهكذا تم تعيينه مديرا عاما لمديرية دهر الصحراوية . لم يمضي كثيرا في دهر ، فالوازع الاخلاقي والضمير الانساني الحي الذي يحمله ، جعله ينتصر لنفسه بعد حدوث بعض الاشكالات ، فانتقل للعمل الى صنعاء ، وعين مستشارا لوزير الادارة المحلية . لم يرتاح القميشي لجلسة صنعاء ، وحن الحنين لشبوة الارض والانسان ، وفي العام 2013م صدر القرار الجمهوري بتعيينه وكيلا مساعدا لمحافظة شبوة . جاء الى شبوة المحتقنة بملفات ساخنة ومعقدة ، وظروف سياسية وامنية خطيرة . وحينها اصبح رجل المهمات الصعبة بلا منازع . ارشيف الاخبار بالعودة الى الارشيف الاخباري للسنة الاولى بعد تعيينه وكيلا لشبوة ، يبرز القميشي كعنوان اول للاخبار المثيرة ، وكان هو اللمسة الايجابية في تلك الاخبار . تعالو نستعرض نماذج من اخبار واحداث الستة الاشهر الاولى فقط من سنته الاولى : الوكيل القميشي يحل مشكلة الخلاف على منصب مدير الامن بين ذيبان وعمير الوكيل القميشي يبذل جهود لاطلاق سراح مواطنان تركيان بعد اختطافهما القميشي ينجح في حل مشكلة القواطر المحجوزة بحبان في زيارة تاريخية هشله والقميشي يزوران ميفعة في ظل ظروف امنية معقدة القميشي يحل مشكلة الاختطافات والتقطعات في مديريات ميفعة ورضوم وحبان ونصاب ومرخة السفلى اطلاق سراح طلاب شرعب في نصاب بعد وساطة القميشي القميشي .. اول مسوول محلي يتنقل في المديريات ، ويزور جردان .. هذه نماذج فقط من جهود الوكيل القميشي خلال نصف السنة الاولى فقط ، والحيز لا يتسع
لاستعراض بقية الارشيف . مهمة مزدوجة خلال حرب المليشيات الانقلابية في شبوة في العام 2015م ، وبعد سقوط عاصمة شبوة في يد الانقلابيين ووفاة المحافظ السابق احمد باحاج ، بقي القميشي الوكيل الوحيد الذي يمارس عمله ، وخاصة في المناطق التي لم تسقط بيد الانقلابيين ، بل واصبح ايضا احد قادة المقاومة الشعبية ، وتحديدا جبهة قرن السوداء ( لقموش ) ، فكان جل وقته يتوزع مابين المشاركة في الجبهة ، والتنقل بين المديريات الجنوبية تحديدا ، فزار مشروع بالحاف اكثر من مرة بتكليف من القيادة السياسية ، وادار اوضاع المديريات الجنوبية . اصلاح ذات البين في ظل الوضع الامني الهش الذي شهدته شبوة خلال السنوات القليلة الماضية ، وظهور كثير من المشاكل والخلافات القبلية ، سعى الوكيل القميشي الى التدخل في كثير من تلك القضايا والمشاكل ، وتمكن من فك شفرة كثير منها وحلها ، لقد استطاع دحرجة كرة الثلج ، فكان بارعا في امتصاص الاحتقانات القبلية وتهدئتها ، ونجح في فك ثغرة في الافق المسدود لحزمة من الصراعات القبلية والاجتماعية التي مضى على البعض منها سنوات دون ان تحل . لا معنى للاستسلام منذ تعيينه وكيلا للمحافظة ، من سنة الى اخرى ، ظل القميشي رجل المهمات الصعبة عند كل المحافظين ( باحاج – النسي – لملس ) ، يطوف من مديرية الى اخرى سعيا لاطفاء فتنة او حل مشكلة ، وكانت تلك المهمة العظيمة التي لم يتوانى لحظة واحدة في تحملها ، لاسيما في محافظة كشبوة دفعت ثمنا باهظا جراء تفشي مشاكل الثارات والصراعات القبلية وضعف الامن ، و سيطرة التنظيمات المسلحة على اجزاء منها . يقول ل ( ميفعة ) انه لا معنى للاستسلام واللامبالاة ، في حلحلة ملفات شبوة المعقدة ، مهما سادت لغة الاحباط و المعاناة ، ويرى ان المغامرة وتجاوز حالة الركود تجاه مثل هكذا مشاكل وتعقيدات ، ضرورة ملحة ، فالسلام ليست مهمة صعبة المنال عند رجال يمتلكون الارادة والاقدام . اجتماعيا ، يبقى القميشي انسان متواضع وصاحب اخلاق عالية وحياة علامتها البساطة والزهد ، وهو اب لثمانية ابناء ، خمسة ذكور وثلاث اناث.



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قبائل الواحدي وسلطنتهم في شبوة

قبائل حمير في محافظة شبوة

الناصر صلاح الدين....اخلاق الفارس المسلم