قصيدة:صرخة الى النائمين
صرخة إلى النائمين
للشهيد: محمد محمود الزبيري
أبناء قحطـان عبيـد بعـد مـا
عبدتهـم الزعمـاء والحـكـام
كانـت سيوفهـم تـؤدب كــل
جبار, بغير السيف ليـس يقـام
كانوا الأباة وكانـت الدنيـا لهـم
والملـك والرايـات والأعــلام
نزلوا بيثرب والعـراق فشيـدوا
ملكاً كبير الشـأن ليـس يـرام
وهم الأولى اقتحموا على أسبانيا
أسوارهـا, فتحكمـوا وأقامـوا
وهمُ بمعترك الحـروب صـوارم
وهـمُ لبنيـان العـروش دعـام
كانوا بأعصاب العروبـة ثـورة
تمحى الملوك بها وترمى الهـام
وهم الأولى البانون عرش أميـة
نهض الوليد بهم وعـزَّ هشـام
غضبوا على مروان فانقبلت به ال
دنيـا, وثـارت ضـده الأيــام
كانت سيوفهم تضيء فتمنح الـت
اريـخ أفقـاً ليـس فيـه ظـلام
كانـوا زمانـاً للخلافـة مزقـت
أوصالـه, فتـمـزق الإســلام
قحطان أصل العرب منذ تهاونـوا
بحياتهـا, عاشـوا وهـم أيتـام
لهم الجبـال الراسيـات وأنفـس
مثل الجبـال الراسيـات عظـام
أتراهمو صنعوا الـذرى أم أنهـا
صنعتـهـم, أم أنـهـم أتــوام
ولـدوا عمالقـة محنطـة كمـا
ولـدت فراعنـة لهـا الأهـرام
قدموا من التاريخ فـي جبهاتهـم
مـن آل حميـر غـرة ووسـام
يتساءلون أحمير فـوق الـورى
كالأمس أم تلك الـرؤى أوهـام؟
ابـن السعيـدة إن فيهـا جنـة
خضرا نماها الدهر وهو غـلام؟
أين القصور الشم ؟ أين بناتها ال
أقيـال أيـن ملوكهـا الأعـلام
أين البحار من السدود يرى لهـا
بين الشواهـق زخـرة وزحـام؟
أين السلالة من معيـن وحميـر
هل أيقظوا الدنيا لهـم أم نامـوا؟
هل سابقوا الأقطار فـي وثباتهـا
هل حلقوا حول النجوم وحامـوا؟
****
ماذا دهى قحطان ؟ في لحظاتهـم
بـؤس, وفـي كلماتـهـم آلام؟
جهـل وأمـراض وظلـم فـادح
ومخافـة ومجاعـة وإمــام؟
والناس بين مكبـل فـي رجلـه
قيدٌ, وفـي فمـه البليـغ لجـام
أو خائف, لـم يـدر مـا ينتابـه
منهم, أسجن الدهـر, أم إعـدام؟
والاجتمـاع جريـمـة أزلـيـة
والعلـم إثـم ٌ والكـلام حــرام
والمرء يهرب مـن أبيـه وأمـه
وكـأن وصلهمـا لـه إجــرام
والجيش , يحتل البـلاد , ومالـه
في غير أكواخ الضعيـف مقـام
يسطو وينهب ما يشـاء, كأنمـا
هـو للخليفـة معـول هــدام
والشعب في ظل السيوف ممـزق
الأوصال مضطهد الجناب يضـام
وعليـه إمـا أن يغـادر أرضـه
هربـاً وإلا فالحـيـاة حـمـام
نثروا بأنحـاء البـلاد ودمـروا
عمرانهـا , فكأنـهـم ألـغـام
أكلوا لباب الأرض و اختصوا بها
وذوو الخصاصة واقفون صيـام
وكأنهم هم أوجدوا الدنيـا وفـي
أيديـهـم تتـحـرك الأجــرام
هب أنهم خلقوا العباد فهل لمـن
خلقوه عطـف ٌ عندهـم وذمـام
ماكان ضرهم وهم مـن هاشـمٍ
لو أنهـم مثـل الجـدود كـرام
لكنهـا الأخـلاق أرزاق بـهـا
يجري القضـا وتُقَـدّر الأقسـام
***
ياقوم هبـوا للكفـاح وناضلـوا
إن المنـام عـن الذمـام حـرام
تستسلمون إلـى قسـاةٍ مالهـم
خلـقٌ, ولا شـرعٌ ولا أحـكـام
لن يبرح الطغيان ذئبـاً ضاريـاً
مـادام يعـرف أنكـم أغـنـام
فتكلمـوا كيمـا يصـدق أنـكـم
بشـرٌ, ويشعـر أنــه ظــلاّم
وتحركـوا كـي لا يظـن بأنكـم
موتى, ويحسـب أنكـم أصنـام
طار الورى متسابقيـن ومالكـم
في السبـق أجنحـة ٌ ولا أقـدام
****
إن لم تطيروا في السماء فكيف لم
تمشوا وتمشي الشـاء والأنعـام
ومذبذبـيـن تلـونـاً وتــردداً
لعنتهـم الحسـنـات والآثــام
قلنا:ارفعوا الأسواط عن أجسادكم
قالـوا: لنـا لـوم الإمـام أثـام
تالله مابهـم الإمــام, وإنـمـا
ولعوا بسوط المستبـد وهامـوا
باعوا الضمائر للمهانـة مثلمـا
تبتـاع للحمـل الثقيـل سـوام
وإذا ثوت بيـن الضلـوع بهائـم
قويت على حمل العصا الأجسـام
يتطاولون إلـى شـؤون مالهـم
عـلـم بمعنـاهـا ولا إلـمـام
لا يحسبـون الـديـن إلا أنــه
عنـد الأميـر دراهـمٌ وطـعـام
كتبوا وما هـذا الـذي بمقالهـم
إلا وبـاء فـي النهـى وسقـام
ساموا الصحائف أن تنؤ بجيفـةٍ
نفحـت فظنـوا أنـهـا إلـهـام
يتشدقون, فتسخر الفصحى بهـم
ويحـررون فتضحـك الأقــلام
تالله مـا عـز امـرؤ ودعاتـه
نفـرٌ كأشبـاح الظـلام طـغـام
يعفون عـن طغيانـه وبلادهـم
تلحـى علـى أناتهـا وتــلام!
ويقدسون خناجـراً فتحـت لهـا
جرحاً بقلـب الشعـب لا يلتـام
سيحاسبون, فقد دنـا لحسابهـم
يـومٌ يسـوء الخائـن الظـلاّم
وسينـدم المتزلـفـون نـدامـة
الوثنـي يـوم تحطـم الأصنـام
للشهيد: محمد محمود الزبيري
أبناء قحطـان عبيـد بعـد مـا
عبدتهـم الزعمـاء والحـكـام
كانـت سيوفهـم تـؤدب كــل
جبار, بغير السيف ليـس يقـام
كانوا الأباة وكانـت الدنيـا لهـم
والملـك والرايـات والأعــلام
نزلوا بيثرب والعـراق فشيـدوا
ملكاً كبير الشـأن ليـس يـرام
وهم الأولى اقتحموا على أسبانيا
أسوارهـا, فتحكمـوا وأقامـوا
وهمُ بمعترك الحـروب صـوارم
وهـمُ لبنيـان العـروش دعـام
كانوا بأعصاب العروبـة ثـورة
تمحى الملوك بها وترمى الهـام
وهم الأولى البانون عرش أميـة
نهض الوليد بهم وعـزَّ هشـام
غضبوا على مروان فانقبلت به ال
دنيـا, وثـارت ضـده الأيــام
كانت سيوفهم تضيء فتمنح الـت
اريـخ أفقـاً ليـس فيـه ظـلام
كانـوا زمانـاً للخلافـة مزقـت
أوصالـه, فتـمـزق الإســلام
قحطان أصل العرب منذ تهاونـوا
بحياتهـا, عاشـوا وهـم أيتـام
لهم الجبـال الراسيـات وأنفـس
مثل الجبـال الراسيـات عظـام
أتراهمو صنعوا الـذرى أم أنهـا
صنعتـهـم, أم أنـهـم أتــوام
ولـدوا عمالقـة محنطـة كمـا
ولـدت فراعنـة لهـا الأهـرام
قدموا من التاريخ فـي جبهاتهـم
مـن آل حميـر غـرة ووسـام
يتساءلون أحمير فـوق الـورى
كالأمس أم تلك الـرؤى أوهـام؟
ابـن السعيـدة إن فيهـا جنـة
خضرا نماها الدهر وهو غـلام؟
أين القصور الشم ؟ أين بناتها ال
أقيـال أيـن ملوكهـا الأعـلام
أين البحار من السدود يرى لهـا
بين الشواهـق زخـرة وزحـام؟
أين السلالة من معيـن وحميـر
هل أيقظوا الدنيا لهـم أم نامـوا؟
هل سابقوا الأقطار فـي وثباتهـا
هل حلقوا حول النجوم وحامـوا؟
****
ماذا دهى قحطان ؟ في لحظاتهـم
بـؤس, وفـي كلماتـهـم آلام؟
جهـل وأمـراض وظلـم فـادح
ومخافـة ومجاعـة وإمــام؟
والناس بين مكبـل فـي رجلـه
قيدٌ, وفـي فمـه البليـغ لجـام
أو خائف, لـم يـدر مـا ينتابـه
منهم, أسجن الدهـر, أم إعـدام؟
والاجتمـاع جريـمـة أزلـيـة
والعلـم إثـم ٌ والكـلام حــرام
والمرء يهرب مـن أبيـه وأمـه
وكـأن وصلهمـا لـه إجــرام
والجيش , يحتل البـلاد , ومالـه
في غير أكواخ الضعيـف مقـام
يسطو وينهب ما يشـاء, كأنمـا
هـو للخليفـة معـول هــدام
والشعب في ظل السيوف ممـزق
الأوصال مضطهد الجناب يضـام
وعليـه إمـا أن يغـادر أرضـه
هربـاً وإلا فالحـيـاة حـمـام
نثروا بأنحـاء البـلاد ودمـروا
عمرانهـا , فكأنـهـم ألـغـام
أكلوا لباب الأرض و اختصوا بها
وذوو الخصاصة واقفون صيـام
وكأنهم هم أوجدوا الدنيـا وفـي
أيديـهـم تتـحـرك الأجــرام
هب أنهم خلقوا العباد فهل لمـن
خلقوه عطـف ٌ عندهـم وذمـام
ماكان ضرهم وهم مـن هاشـمٍ
لو أنهـم مثـل الجـدود كـرام
لكنهـا الأخـلاق أرزاق بـهـا
يجري القضـا وتُقَـدّر الأقسـام
***
ياقوم هبـوا للكفـاح وناضلـوا
إن المنـام عـن الذمـام حـرام
تستسلمون إلـى قسـاةٍ مالهـم
خلـقٌ, ولا شـرعٌ ولا أحـكـام
لن يبرح الطغيان ذئبـاً ضاريـاً
مـادام يعـرف أنكـم أغـنـام
فتكلمـوا كيمـا يصـدق أنـكـم
بشـرٌ, ويشعـر أنــه ظــلاّم
وتحركـوا كـي لا يظـن بأنكـم
موتى, ويحسـب أنكـم أصنـام
طار الورى متسابقيـن ومالكـم
في السبـق أجنحـة ٌ ولا أقـدام
****
إن لم تطيروا في السماء فكيف لم
تمشوا وتمشي الشـاء والأنعـام
ومذبذبـيـن تلـونـاً وتــردداً
لعنتهـم الحسـنـات والآثــام
قلنا:ارفعوا الأسواط عن أجسادكم
قالـوا: لنـا لـوم الإمـام أثـام
تالله مابهـم الإمــام, وإنـمـا
ولعوا بسوط المستبـد وهامـوا
باعوا الضمائر للمهانـة مثلمـا
تبتـاع للحمـل الثقيـل سـوام
وإذا ثوت بيـن الضلـوع بهائـم
قويت على حمل العصا الأجسـام
يتطاولون إلـى شـؤون مالهـم
عـلـم بمعنـاهـا ولا إلـمـام
لا يحسبـون الـديـن إلا أنــه
عنـد الأميـر دراهـمٌ وطـعـام
كتبوا وما هـذا الـذي بمقالهـم
إلا وبـاء فـي النهـى وسقـام
ساموا الصحائف أن تنؤ بجيفـةٍ
نفحـت فظنـوا أنـهـا إلـهـام
يتشدقون, فتسخر الفصحى بهـم
ويحـررون فتضحـك الأقــلام
تالله مـا عـز امـرؤ ودعاتـه
نفـرٌ كأشبـاح الظـلام طـغـام
يعفون عـن طغيانـه وبلادهـم
تلحـى علـى أناتهـا وتــلام!
ويقدسون خناجـراً فتحـت لهـا
جرحاً بقلـب الشعـب لا يلتـام
سيحاسبون, فقد دنـا لحسابهـم
يـومٌ يسـوء الخائـن الظـلاّم
وسينـدم المتزلـفـون نـدامـة
الوثنـي يـوم تحطـم الأصنـام
تعليقات
إرسال تعليق