الدولة الرسولية
الدولة الرسولية:
(اعظم الدول اليمنية بعد المملكة الحميرية):
يقول مؤرخ اليمن وقاضيها إسماعيل بن علي الأكوع فقد كانت الدولة الرسولية: "أبرز دول اليمن الحضارية، وأخلدها ذكرًا، وأبعدها صيتًا، وأغزرها ثراء، وأوسعها كرمًا وإنفاقًا ..، ويعتبر عصرها عزة في جبين اليمن في عصرها الإسلامي، ذلك لأن عصرها كان أخصب عصور اليمن ازدهارًا بالمعارف المتنوعة، وأكثرها إشراقًا بالفنون المتعددة، وأعزرها إنتاجًا بثمرات الأفكار اليانعة في شتى ميادين المعرفة".
يرجع نسب الرسوليين الى جبلة بن الايهم الغساني . والغساسنة فرع من قبيلة الازد اليمنية التي نزحت الى شمال الجزيرة بعدتهدم السد وسادوا بلاد الشام. وقد كان بنو رسول وزراء وقادة للايوبيين في مصر .
وعندما توجه توران شاه لحكم اليمن صحب معه خمسه من قادة بني رسول وهم الذين اسسوا حكم بني رسول في اليمن.
تعد الدولة الرسولية اطول الدول عمرا وقوة في تاريخ اليمن الوسيط بدون منافس حيث حكمت ٢٣٢ سنة تقريبا
وكان اول ملوك هذه الدولة نور الدين عمر الرسولي.
توحيد اليمن:
كان قد اختار الملك المسعود صلاح الدين يوسف بن الملك الكامل، آخر ملوك الأيوبيين في اليمن نور الدين أتابكاً واستنابه على اليمن كله ثم رحل قاصداً مصر، وتوفي في الطريق إليها سنة 626هـ، فاستقل نور الدين بأمر اليمن وتلقب بالملك المنصور، وأخضع صنعاء واتخذ تعز حاضرة له، ثم مد سلطانه إلى أكثر أنحاء البلاد ودانت له حضرموت ومكة المكرمة عام 638هـ، وكانت له وقائع عدة مع الزيدية حيث اخضعهم وقضى على حكمهم وازال انحرافتهم وظلمهم
في زمن حكم هزبر الدين داوودبن يوسف(٦٩٦ه) حدثت فتن واضطرابات قام بها ائمة الزيدية والاشراف والكرد والمماليك والقرامطة حيث دمروا المدن والقرى وقتلوا الناس واهلكوا الحرث والنسل فتصدى لهم الملك المؤيد هزبر وقضى عليهم واعاد الامن والامان الى ربوع البلاد.
في سنة ٨٠٣ه تولى الحكم الملك الاشرف ممهد الدين اسماعيل والذي استطاع فرض الهدوء والاستقرار في البلاد بعد الاحداث والفوضى التي حدثت في حكم ابيه الافضل ضرغام
كماان الملك الاشرف استطاع ان يدير المملكة بحكمة واقتدار وذكاء في كل انحاءها حتى مكة المكرمة
هذا وقد نشطت الحياة الدبلوماسية في زمنه وتبادل الرسائل والهدايا مع ملوك الصين والهند والحبشة ومصر وسار في الرعية سيرة حسنة حتى لقبه الناس بالملك العادل.
وخلفه من بعده الملك الناصر صلاح الدين احمد، سنة ٨٢٧ه الذي نهج على سياسة ابيه وحمل خصومة واعداءه على الاعتراف به وطاعته.
هذا وقد جابه الرسوليون ثورات قوًى مختلفة، وجابهوا قوى زَيْدِيَّة بزعامة الإمام المهدي أحمد بن الحسين من جهة، ثم بزعامة أبناء وأحفاد الإمام عبد الله بن حمزة، وهم مَن تُطْلِق عليهم المصادرُ إجمالًا لقبَ الحمزات، وقد دخل الأئمة الحمزات في حرب تنافُسِيَّة على السيادة والنفوذ مع الإمام المهدي أحمد بن الحسين، وأُذِيقُوا شرَّ الهزائم، وخسروا كثيرًا من مواقعهم قبل أن يتدخَّل المظفَّر الرسولي إلى جانب الحمزات ويُمَكِّنهم من النصر، فاعترف الأئمة بسيادة الرسوليين على البلاد. كما جابه الرسوليون تمردًا من سلطان حضرموت سالم بن إدريس، فأرسلوا له حملات برِّية وبحرية انتهت بهزيمته ومقتله.
وقد تميز حكم بني رسول الطويل الأمد ـ بغض النظر عن التاريخ السياسي الحربي ـ بكثير من الإنجازات المهمة في ميدان العلم والتجارة والزراعة والطب، فقد بنوا المدارس الكثيرة وأجزلوا العطاء للعلماء وكان كثير من ملوك بني رسول علماء وشعراء وأصحاب رأي ومؤلفي كتب في فروع المعرفة المختلفة، ولا تزال مدينة تعز إلى يومنا هذا تتزين بمنجزاتهم العمرانية كجامع المظفر وجامع الأشرفية و مدرسة الأشرفية وحصن تعز المسمى الآن قاهرة تعز، بالإضافة إلى آثار المدارس الفقهية، وفي زمانهم برز العلماء والشعراء في كل فن، وهو سر الإعجاب المتزايد بالدولة الرسولية، التي أخذت في الآونة الأخيرة تلقى من المؤرخين والدارسين عموماً اهتماماً نرجو أن يكلل بدراسات مستفيضة تليق بمآثر الرسوليين في تاريخ اليمن الوسيط، ولعل أبرز ما يشير إلى سطوع نجم الدولة الرسولية وتبوؤها مكاناً لائقاً بين أمم عصرها تلك الرسالة التي وجهها مسلمو الصين إلى الملك المظفر يشتكون من تعسف ملك الصين ومنعهم من ختان أولادهم كما يطلب منهم الدين الإسلامي، فمجرد توجيه هذه الرسالة إلى الملك المظفر تفيد أن مسلمي العالم كانوا يرون في الملك الرسولي خليفة للمسلمين يتوجهون إليه بالشكوى، وقد تصرف الملك المظفر بما يتفق ومكانته في نفوس مسلمي الصين، إذ بعث إلى ملك الصين برسالة يطلب فيها منه السماح لمسلمي الصين بممارسة واجب الختان لأبنائهم وبعث إليه بهدية تليق بمقامه، فرفع ملك الصين الحضر على ختان المسلمين لأبنائهم، وهو ما يشير إلى تقدير ملك الصين لمكانة الدولة الرسولية خاصة وأن ملوك الصين المعاصرين للدولة الرسولية قد عدوا أنفسهم سادة على العالمين وأن غيرهم من ملك أو سواه إنما هو عبدٌ لهم كما تبين رواية بهذا المعنى تصف مقابلة وفد بلاد الصين للملك الناصر الرسولي .
هكذا كانت هذه الدولة العظيمة
دولة جهاد وعلم وبناء وعمران وزراعة وعدل وشريعة وقران
ولم تكن دولة طائفية او مناطقية او دولة تسلط وفساد وانحراف كالدويلات الزيدية والقرمطية والشيعية
لذالك دامت وامتدت واثمرت وحمت ودافعت وعمرت وازهرت واينعت اجيالا واجيال
ومازالت اثارها ومأثرها وفضائلها وذكرها بقي في عقول الناس وتاريخهم وقصصهم في اليمن وكل بلاد المسلمين
المراجع:
-صفحة قصة الاسلام
-موسوعة ويكيبيديا
-تاريخ الدولة الرسولية: موقع الجمهورية اليمنية.
-إسماعيل أحمد ياغي، ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر
- أحمد وصفي زكريا: رحلتي إلى اليمن
اعداد
ابوعبدالله الحميري
الدولة الرسولية كانت دولة عظيمة وقوية
ردحذف