معركة عين جالوت الخالدة

 معركة عين جالوت الخالدة:

في رمضان من عام٦٥٨ هجرية الموافق ١٢٦٠م

وصلت رسل هولاكو الى السلطان المظفر قطز وهو في الصالحية في الديار المصرية تحمل رسالة يقول فيها هولاكو:

من ملك الملوك شرقًا وغربًا القان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء يعلم الملك المظفر قطز، الذى هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بأنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك، يعلم الملك المظفر قطز، وسائر أمراء دولته وأهل مملكته، بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، أنا نحن جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه. فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن اشتكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب، فأى أرض تأويكم، وأى طريق تنجيكم، وأى بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ومطركم علينا لايُسمع فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عند كلام، وخنتم العهود والأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان،( فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) - (سورة الأحقاف آية 20) (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون)(سورة الشعراء آية 237). فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم. فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر، وقد ثبت عندكم أن نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدّرة والأحكام المدبرة، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، وبغير الأهنة لملوككم عندنا سبيل. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمى نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفنا إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقى لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى من أطاع الهدى، وخشى عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى.فهل علم


ألا قل لمصر ها هُلاون قد أتى.. بحد سيوف تُنتضى وبواتر

يصير أعز القوم منا أذلة.. ويُلحق أطفالاً لهم بالأكابر..

انتهى الحاجب من قراءة الرسالة وهبط الصمت في المكان .بينما استمرت نظرات قطز مسلطة على رسل المغول بقوة .قبل ان ينهي الصمت قائلا بغضب:

كسلطان مصر وجب علي الرد على رسالة هولاكو وسأكتبه بنفسي لكني اترك الرأي للامير ركن الدين بيبرس فلينظر ماذا يرى؟

نظر بيبرس الى السلطان للحظات ومال على اذنه هامسا بكلمات لم يسمعها سواهما اومأ له قطز موافقا .

نهض بيبرس بعدها من مقعده واستل سيفه بسرعة خاطفة توترت لها نظرات المغول وهو يقول في تحد:

بل سنرد عليهم برسالتين ايها السلطان .رسالة بالمداد واخرى بالدم..

قالها واشار بسيفه نحو اقل فرسان المغول بنية وحجما ثم امر الحرس قائلا:احتجزوا هذا حتى ننظر في امره.

سيكفينا رسول واحد.

نظر المغولي المقصود الى زملائه في حيرة ودار بصره بين الجميع.

تقدم الجنود وذهبوا به .فسأله اتابك العسكر:وماذا عن الاربعة ايها الامير؟

تقدم بيبرس نحو المغولي الذي يحمل الرسالة حتى صار في مواجهته تماما وهو يجيب في بأس:

ليس من عادتنا قتل الرسل والسفراء 

تنفس المغول الاربعة الصعداء بارتياح لكن بيبرس استدرك قائلا:

لكن الضرورات تبيح المحظورات

اجابه المغولي في حدة

ماذا تعني ايها الامير

اطال بيبرس النظر في عيني المغولي بنفس البأس والصرامة دون ان يجيبه بكلمه ثم التفت الى قائد الحرس قائلا بصوت حازم:

بأمر من السلطان  المظفرسيف الدين قطز سيصير هؤلاء الشياطين عبرة للمعتبر .كي لا يتجرء على تهديد امة الاسلام اسافل البشر .وليعلم الجميع اننا لانهادن من يستهين بنا .واننا لسنا كغيرنا.

تحفز رسل المغول وقطب قائدهم جبينه وهو يقول في غطرسة وكبر يتناقض مع الموقفهم:

انظر الى ماتقول ايها الامير.اهكذا تفعلون بالرسل .السنا مستأمنيين في عرفكم؟

اجابه بيبرس بحده وهو يلوح بسيفه:

 ابتلع لسانك ايها الوضيع والا قطعته بسيفي قبل رأسك لا امان لك ولا لقومك وقد هتكتم كل مواثيق واعراف واعراض العالم

ثم استدار الى اتابك الحرس قائلا:

قوموا بتوسيطهم ثم علقوا رؤوسهم على باب زويلة ليراها اهل المحروسة.

وليعلم القاصي والداني ان زمن الخنوع والركون قد ولى وليعلم الشيطان هولاكو اننا له بالمرصاد

بأذن الله تعالى....................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قبائل الواحدي وسلطنتهم في شبوة

قبائل حمير في محافظة شبوة

الناصر صلاح الدين....اخلاق الفارس المسلم